لاشيء يهمُّ
نص للشاعرة السورية
أميرة نويلاتي
...أحببتُ قيودك ِ . بل ألفتُ طوقكِ المشدودَ حول رقبة ِ وجودي ودخانكِ الذي يغشى دموعاً بُعثتْ من جديد.
هل أقرأ عليك ِ رسائلي كما اعتدّتُ بصوتي المترنح ِ أم أهربُ للصمت المظلم ؟؟؟
دعي عنك لومي .. أردتُ أن أشبه غيري...أن يكون لي ظلّ يختلف عنّي ...يرقصُ..يضحكُ بجنون...يفتح للشمس كوّةً صغيرة جدا يتدلّى منها قنديلُ حبِّ يسقط شعاعه عليه وقد ارتكن في قاع الظلام ....نعم كان لي ما أردتُ ..صار لي ظلٌّ طويلٌ طويل...وبات لروحي أجنحة ترفرف بعيدا في عالم الرؤيا ، ولقلبي أقدامٌ خلتها قادرة على المشي فوق موج الحياة المتلاطمة بي بكل شجاعة؛ِ حين ودّعتكِ وصوتك مازال يرنّ في مسمعي ساخرة منّي أو ربما آسفة على فراقي: ( سترجعين لقيدي..هكذا قدرك المكتوب على جبهتك فلا تبالغي في اتباع درب يزرع ابتسامة الروح ثم يقطفها حتى ليستحيل القلب من بعد جنّةٍ ...صحراء ..ليس الحب سوى ضيف يرحل حين تقوم جوارحك)..
انطفأ مصباحي.. رجعت منكسرة الضوء لعتمتك التي تعودتها منذ نعومة ِ دمعاتي فهلّا فتحتِ ذراعيك ِ لي... ياوحدتي...لاشيءمهم ..أنا وأنت ِ مسافران في سحب الدخان ... فلاتقلقي..فقط أود لو أذرف دمعةً أو......أو.... ربما ...ربما ...دمعتين ريثما أنزع عنّي أشواك جرحٍ علقتْ في هيكلي الأسود...