رؤيا في رواية
بير الوطاويط رواية للكاتب الروائي المصري احمد مراد
كتبت / أ . لمياء رشيد
رواية فيها تكثيف لغوي عميق يعتمد على الايغال في فكرة الشعور بالتفرد والسمو وهو ماسمح للكاتب ان يجعل شخصية سليمان اقرب للنبوة في ايقاع رتيب تكرر مع نمو لبلاب وانتظار كرامات ..اسلوب سخي في مقارنات حبكت اللغة مع الاحداث في سرد ممتع جعلنا نعود مع المؤلف الى حقبة حددها بعام 1865..و جاءت الاحداث مكثفة في مشاهد قصصية اثرَت البناء اللغوي والسردي على حد السواء بل انها اغدقت في حركة سريعة من شانها تحويل القارىء الى شخص انتقالي يراقب الاحداث بعين البطل سليمان.جاءت الرواية لتتقص علينا جرائم حدثت في زمن (افندينا )مع قاتل متسلل تجوهرت حوله الاحداث في ضبابية تعمدها الكاتب ليجعل المتلقي يخوض فكرة الابداع في هيمنة قصدية ...لااخفي انني نفرت جدا من الفاظ سوقية تعمدها الكاتب لسبب اجهله وكان من اليسير عليه ان يشير اليها باللفظ الرمز او المرادف وتلك مهمة سهلة على من له باع طويل كالكاتب احمد مراد ...الانتقالات محبوكة الى درجة تشعرك بالحماس وبشعور المتحرك داخل النص من خلال رؤيا ثاقبة لمدٍّ وجزر على حد السواء في احداث وخطوب متتالية تغير مجرى الرواية وتحولك من متعاطف الى ناقم ومن ناقم الى متعاطف مع مدمن على الهلاوس يصل بها الى حد التجلي ... في الافكار والاحساسيس النامية وكأنها حقائق لا اوهام كما جرت العادة عند احمد مراد في كل كتاباته التي يتعمد الخلط فيها بين الهلوسة والواقع الى درجة اليقين مع الذكاء القرين لتلك الهلوسة والتي تبيح المحظورات في التعاطي او ما ينتج عنه من اوهام وخيالات .لايخفي على المتلقي وجود المرأة الحاضرة في جسدها الغائبة نوعا مافي بداية نصوص احمد مراد ثم الانقلاب المفاجىء لتكون الاساس الذي يقوم عليه بناء النص في جوهر متمكن يشير الى قوة الحبكة وادارة الدفة لصالح النهاية ..ربما يشذ احمد مراد ويشطح في بعض السرد لكن الصالح يبدو واضحا من خلال تجليات المنطق الغالب على الاسلوب . لابد ايضا من الاشادة بالمام الكاتب وايضاحه لطرق الجريمة بما يرفد للقارىء الاطلاع على كم من المعلومات في مجال يخفى بل لايهم احدا الا ذوي الاختصاص ...مما يدل على استقاء في جهد استثنائي مبذول من قبل الكاتب لاضافة المصداقية في الحدث..رواية تشد وتستحق القراءة وكنت اتابعها وفي ذهني تراب الماس والفيل الازرق واظنها ستوازي او تفوقهما فيما لو تحولت الى فيلم سينمائي ارشح له آسر ياسين فهو متعدد المواهب جامع مابين الكوميدية والرومانسية ويصلح للدور تماما مثل كريم عبد العزيز بطل الفيل الازرق لكنه سيتفوق عليه في سنه التي تناسب الدور.

