إلى قمر مدينتي
أ. أحمد قيسي
إلى قمر مدينتي الجميل (ناظم شاكر )
بحورُ الشِّعرِ أوفِرها بخيــلُ
………. و حـَرفُ رَثائها ضَحِلٌ خَجُــولُ
مُسافِـرةٌ مُصاهلـةٌ تَصُولُ
…….و في مَسراكَ أربكَهاها الذُّهولُ
عُذيرَ الشِّعرِ مَعذرةً جَميلي
.....…. تَوَلّى الحَرفُ و آرتَبَكَ الخَليـلُ
فأيّ قَصيدةٍ تَرثيكَ شَمْساً
…..... خُسوفَ الحُزنِ عاجَلَها الأُفُولُ
أبا فَهْـدَ الرّوائعَ يا جَميلاً
.……. دَعاكَ الغيبُ و اعتذرَ المَقيـلُ
دَأَبْتَ كَنَخلةٍ شَمّاءَ تَزْهُـو
... تَميسُ بك الشَّواطيءُ و الحُقولُ
سَتندبكَ المَواقِفُ بازَ مَجْـدٍ
…..… و تَبكيكَ المَلاعِبُ و الفُصولُ
أ يا سَـدَّ العـراقِ أيا مَنيعاً
...….. أحـبًّ الأرضَ مَعـدَنُهُ الأصيلُ
أ يا قَمَــراً تَـلألأَ في سَماءٍ
…...... لـِـدُورَةَ دَجلَــة الأبهى يَميــلُ
أَ يا صقرَ الصُّقورِ نشأتَ فينا
….... بوادي السّعدِ ظلَّلَنـا النخيــلُ
وِدادُ البُـرءِ عَمَّــدنا خَليـطاً
..…... من الألوانِ جَمَّعـهـا السبيـلُ
و كنّا مثل حَقْلِ الوَردِ نَزْهُو
…...… و كلٌّ سِلْـمَ فطــرتهِ يَــؤولُ
تَخالًطْنا تَعاشَرنا سَلاماً
….....… تَحــاببنا تَزاوجنــا.. أقُـــــولُ
سَتذكرُكَ الكَنائسُ و المَنادي
..…. و تبكيك المَناقبُ و العُقُــولُ
أَبا فَهْــدٍ تَعجَّلتَ ْارتِحـالاً
….. و باغَتَ في تَخَطّفَكَ الرَّحيـلُ
فما أدري أًهل أَبكيكَ فقــداً
…...... أَ كـلُّ مُنيفَـــةٍ عَبَثـاًاً تَـــزولُ
و جنح عراقنا المَشلولِ دامٍ
…...… بكـــلِّ سَقيفَةٍ أَلَــمٌ يَطُــــولُ
فَهَل أَبكيكَ أمْ شَعبي المُعنّى ..؟
................لنــا في كلِّ بارقــةٍ قتيـلُ
يصُمَّ الأفقُ في عبثٍ جهاراً
...... و عَرشَ اللهِ قَد بَلَـغَ الصَّليلُ
فَمِنْ كُلِّ الفِجاجِ فَخاخُ مَوتٍ
….… تَناهَشهُ المُذَنَّبُ و الدَّخـيلُ
فأَعــلامٌ تَخِـرُّ بلا دَواعٍ
...… و يشمخُ وِِطأَ ذِلّتنــا الـذُّيُولُ
بلادُ العِــزَّ قَد ضاعَتْ عِثاراً
..… و قد ضاعَ المُؤمَّلُ و الـدَّليلُ
لماذا يذهَبُ الأشرافُ دوماً
.... و يَنْتَصِبُ المُنافقُ و العَميلُ
أُعزّي ( كاظمَ سالم ثمّ حازمْ )
…….. أُخيّـاتي على وجَـعٍ يَحُـــولُ
تقطَّعتِ الدّروبُ بنا شَتاتاً
......... فَدَمعُ نَخيلِنا وَجَـعٌ جَـــزيلُ
تُشَتّتِنا المَخاوف و النَّوايا
.. و تجمعُنـا المَــآتِمُ و الطُّبــولُ
وداعاً ناظِمَ النُّبـلِ آرتِحـالاً
... طَواكَ البينُ و الزّمنُ الخذولُ
أعزّي فيك شعبي ثم أهلي
….. و كلّ مُصيبــةٍ فينــا رسُـولُ
أَ يا أهلي كَفَى مَوتاً غَباءً
….. و سِلــمُ اللهِ مَنْهَجُــهُ البَـديلُ
أُحِلّفّكم بأجمل ما لديكم
…. كفى ألمـاً كفى حُـزناً يًـدولُ
فهدا الكونُ يسعى لآبْتِكارٍ
…… و يغـرينا التخلّفُ و العَـويلُ

