نص: الحمى
أ.د. لطفي منصور
الْحُمَّى، قاتَلَها اللَّهُ، هَزَّتْنِي هَزّا، وَأَزَّتْ حَشايايَّ أَزَّا. فَجَعَلَتْني فَرْخًا إِوَزّا، وَجَعَلَتْ صَوْتي صَفيرًا عَزّا.
سِتَّةُ أيّامٍ وَأَنَا أَتَقَلَّبُ مِنْ فِراشٍ إلَى فِراسٍ، وفِي اللَّيْل الْعَرَقُ يُغَسِّلُني، فَأضْطَرُّ إلَى اسْتِبْدالِ ملابِسِ النَّوْم، فَكَأَنَّ المُتَنَبِّي كانَ حاضِرِي عندَما قَالَ:
إذًا ما فارَقَتْنِي غَسَّلَتْنِي
كَأَنّا عاكِفانِ عَلَى حَرامِ
أُريدُ النَّوْمَ فَلا أسْتَطيعُ، وَإِذَا أَرَدْتُ القِيامَ لا أَلْبَثُ إلّا دَقائِقَ مَعْدودَةً فَأَرْجِعَ إلَى الْفِراشِ، فَسَرْعانَ ما أَمَلُّهُ، ولا أصْبِرُ عَلَيْهِ.
زارَني الطَّبيبُ في البيتِ، وقامَ بِمُعايَنَةِ جِسْمِي بِدِقَّةٍ مُتَناهِيَةٍ، ثُمَّ افْتَرَّتْ شَفَتاهُ عَنْ كَلِمَةِ "فايروس"، وَأضافَ: "احمدْ رَبَّكْ إنّو مِشْ كورونا"
عليكَ بِشُرْبِ اللَّيْمون، وَهْوَ لا يَعْلَمُ أَنَّ معدتي أَصْبَحَتْ قِرْبَةَ لَيْمون.
وهكذا تلعبُ بِنَا الفايروسات كما تَشاءُ. وأكَّدَ لِي الطَّبيبُ أنَّ هَذِهِ الفايروسات لا عِلاجَ لَهَا. وَأنَّهُ لَيْسَ لَنا إلَّا الصَّبْرُ والمُسَكِّناتُ وَاللَّيْمونُ.
أ. لطفي منصور