-->
مجلة دار الـعـرب الثقافية مجلة دار الـعـرب الثقافية
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...
random

أسرته فلسطين بحبها فاسرنا بأعماله


أسرته فلسطين بحبها فاسرنا بأعماله


بقلم الفنانة التشكيلية والفوتوغراف والناقدة الأستاذة
 سعدية خذراني - تونس







من البديهي ان كل مبدع منا يسكنه مصدر الهام يوجهه ويستنطقه، يجد نفسه مسيرا وفقا لما يمليه عليه فيخضع له بحب، هكذا يتحكم بنا مصدر الهامنا عموما فما بالك لو كانت المعشوقة الملهمة والدافع الأساسي هي فلسطين.
الفنان القدير والمبدع الفلسطيني الأستاذ محمد أحمد الشريف ابن قطاع غزة، أسرته فلسطين بحبها فاسرنا بأعماله.
أعمال فنية راقية شكلا ومضمونا استجابت التقنيات الرسم من حيث التحكم في ثنائة الإضاءة والظل ثم الأشكال وتناغم الألوان والكتل مع احترام البرسبكتيف َالأشكال الهندسية. كما أظهرت وعيا تاما بالواقع وحرفية عالية في تجسيده وإبراز التراث في أبهى حلة.
أعمال اشتركت في ذات الألوان الوان التراب ألوان الأرض المقدسة بسهولها وهضابها وجبالها وكهوفها وازهارها وزيتونها.

المتأمل في هذه الأعمال المعروضة يتفطن الي حكاية متسلسلة ألفها الفنان بنبضات قلب عاشق متألم وفكر متبصر واع، ترجمتها أنامل محترفة. وكل لوحة تروى فصلا من تلك الحكاية، بطلا الحكاية فلسطين وشعبها، شخصياتها المرأة الحورية الفلسطينية بكل تجلياتها، والطفولة الموؤودة على أرض الحب والسلام.

المكان الأساسي الحاضر بقوة هو القدس.
هذه الحكاية روتها فلسطين وكتبها محمد أحمد الشريف.
قد تبدو اللوحات واقعية إلا أنها موغلة في الرمزية تحمل رسائل مشفرة لا يفك رموزها إلا من خبر حب فلسطين، وعايش أوجاعها، أورقت عيناه لاعتكاف شاف في الأقصى، أواستظل بزيتونها وافترش ريحانها وتجمل بياسمين الحرية.

وقد مثل الترميز عنصر قوة في كل لوحة يبعث فينا الأمل والصمود رغم الألم، ولئن مثل الحمام رمزا للسلام والحرية عموما إلا انه مع فلسطين يغدق عليها بمعنى الوفاء إنه الوفاء للقضية. أما الديك فقد نادى بالتجدد واليقظة والقوة. وأما الياسمين فقد غمر بيوت فلسطين بعناق ملؤه الدفء والأمان والحب يستدرج العابر بعبقه ليلا. وأما شقائق النعمان فقد توشحت بدم الشهيد واكتحلت بكحل سال على خدود الفلسطينيات الباكيات الصامدات، ومع ذلك تنادي هذه الزهرة بيوم جديد. وأما الكوفية ذلك الوسام على جبين كل فلسطيني وكل ناصر للحق الفلسطيني هي وشاح الفلاح والمناضل وصاحب الحق المغتصب.

وفي كل لوحة يبقى القدس مضيئا إنه منارة يهتدي بها العابر منارة الحق والعزة والدين والسلام.
في هذه اللوحات وجوه ملامحها القدس وحليتها التراث والحرية وتجاعيدها تاريخ مسطور بحروف عربية وقضاياها:
الحرية لفلسطين
لا للعنف ضد المرأة
لا لاغتصاب الطفولة
بالأمل نحيا ونقاوم
الدم فداء فلسطين
تمنياتي بالتوفيق والسداد للزميل الفنان المتميز والحرية لفلسطين.

عن محرر المقال

aarb313@gmail.com

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مجلة دار العرب نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد االمقالات أول ً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

مجلة دار الـعـرب الثقافية

مجلة عراقية . ثقافية . أدبية

احصاءات المجلة

جميع الحقوق محفوظة لمجلة دار العرب الثقافية - تطوير مؤسسة إربد للخدمات التقنية 00962788311431

مجلة دار الـعـرب الثقافية