ياسادةُ . . يَا كِرَام
سَكَتَتْ شَهْرَزادُ
عَن مُبَاحِ الكلام
لَيْسَ لِأَنَّ الصُّبْحَ
أَدْرَكَهَا
أَوْ أَنَّ مَا تَرْوِيَهِ
ﻻيُعجبُ
عَالِي الْمَقَام
لَكِنَّهَا أَحَسَّتْ
أَنَّ صِيَاحَ الدِّيكِ
لَيْسَ لاِشراقَةِ
فَجْرٍ جَدِيد
وَإِنَّمَا
نَذِيرُ شُؤْمٍ
لأيامٍ
حُسُومٍ جِسَام
فَهَمَمْتْ أَن أفُكَ
قَيدَ آسرِي
وَأَقُولُ
مَا ﻻ يُقَال
وَلَكِن
أحجَمني خَجلي
وَارِثُ قَبِيلَةٍ
صاغت
لِكُلِّ حَادِثَةٍ مَقَال
(كلْ مَا يُعْجِبُكَ
وَالْبَس
مَا يُعْجِبُ الناس)
كَي تُتقنَ فَنّ النِّفَاقِ
وَزَيْفَ الرِّجَال
فَحَمَلَتُ
بَيْنَ جَوَانِحِي
صَبرَ أَيُّوبَ
وَحَزِنَ يَعْقُوبَ
وآﻻمَ الْمَسِيحِ
ظناً أَنَّهَا قَدْرِي
فَعَرَفْتُ
بَعْدَ حِينٍ
إِنَّهَا أُكْذُوبَةٌ
نَهَزُّ رُؤْسَنَا لَهَا
كَالْجَوَادِ
وَتَبْقَى اللّاتُ وَالْعُزّى
تُطَأْطَأ لَهَا
جَبَاهُ الْقَوْم
وَنُدُور فِي فَلَكِ
قَالَ الرَّاوِي
وَقَال أَشْبَاهُ الرّجَالِ
عِنْدَهَا
أَيْقَنْت أَنِّي
ﻻبد أَنْ أَقُولَ
مَا ﻻيُقال
فَكَتَبْتُ
وَالْمِدَادُ دَمِي
يَا وَطَنِي
استميحكَ عذراً
لَمْ يَعُدْ يَتَّسِعُ
غمدُك سَيْفِي
وَلَمْ يُعِدْ يَحْرُسُك
غَُلبُ الرِّجَال

