صفعاتٌ مدورة
نص : أ . رحيم الربيعي
أبي لا يجيدُ العزفَ على أوتارِ القسوةِ
يدخرُ زفيرَ كلماتِهِ لصباحاتِ الشتاءِ القارسةِ على كفَّيهِ
طالما طربتْ نارُ الموقدِ على أنغامِ أحلامهِ اليتيمةِ
لاتتخطى قضماتِ الواقعِ المتعبةِ لقرصِ الخبزِ
عندما يَعدُّ على راحةِ يدِ أمي
أمي التي شاطرتهُ ذبحَ الصمتِ
أمامَ مخاض الأرضِ
وهي تدورُ حول الشمسِ بمدارٍ كاذبٍ
مهما حاولَ الهروبَ من ضجيجِ تنهداتي الشرسةِ
يبللُني جمرُ صفعاتِهِ المدورةِ
وأنا أنظرُ إليهِ بعيونٍ متخمةٍ بالعطشِ
نبوءاتُه شاسعةٌ جداً
لدرجة أنني أرفعُها بوجوهِ أبنائي المحلقينَ وسطَ العاصفةِ
كلما لبتْ هواجسُهم دعوةَ الريحِ
للرقصِ مع الأمنياتِ

