لا امرأة مثلك سيدتي
نص / الأديب. محمد ذيب سليمان
زنبقة تحمل كل أنبن الأرض
من عمق الجرح تجيء
تحمل عبقا موجوعا
تتأبط نورا لا يخرج إلا للحسناوات اللائي يتنفسن الحب
من عبق الكلمات يَجِئنْ
يرسمنَ بأحداق اللهفة سربًا من أطيار
مع كل صباح يتسامى
وهو يحلق فوق الغيم
ويؤطر للقادم من أيام العمر
أنشودة عشق أزلية
لا يحملها الا حلم يسكن منذ البدء روايتها
لكن الزمن الموغل في الردة
يحجب أطياف اللوز المتمكن من نكهتها
لكن لا يمكنه الإفصاح
لا امرأة مثلك سيدتي
تبني من كلمات الحب صروحًا
تتعانق حتى يرتويَ القلب الموجوع بماء الحلم
توقظ فينا جذوتنا
كي لا تنكسر الأرواح المدفونة فينا خلف الخوف
يا من غَمَرَت كل الأرض بكفيها
ماذا يصنع مثلي لو وقف الماء على قدميه ونادى
أين البحر ؟
وأنا أعلم أن لا بحر سواك
لا بحر يكون امرأة الا انت
هل أصمت حتى ينقضيَ الحلم
أم أصرخ فيكم أين البحر
فلتخرج يا مركبيَ المسجون المجنون طويلا خلف الأسوار
قد آن أوان الماء
كي يرجع مكتظا بك
وترى أن امرأة واحدة
قد لفت كل الكون باصبعها
فانحاز الحلم لبهرجها
واغتسلت كل الأمواج بعينيها
فارجع مكتظا ولِها
يا زنبقها
وتنفس ما شئت جنونا من روعتها
واكتب قافية حبلى
بهدير يبعث روحا في ضفتها
واجعل أحلامك تمشى عمرا
لا تحمل الا وهجا
من فتنتها
