تأخر التعليم .. بقلم / السعدية خيا /المغرب
نحن سبب تأخر التعليم ، والتعليم سبب تأخر باقي الميادين.
أتعلمون لماذا الغرب متقدمون على عكسنا ،لأنهم يعطون الفرصة للجميع كي يتعلم ،وكي يحصل على التعليم الجيد ،وهذا يساعد الجميع في الوصول إلى المناصب ولا تبقى حكرا على أبناء طبقة معينة إذا لم نقل على أبناء عائلات معينة منذ قدم التاريخ كما هو معلوم،وبما أن الجميع يتعلم فإن نوعية الأشخاص والنماذج التي تصل إلى مناصب المسؤولية تكون متنوعة ففيهم صاحب الضمير وصاحب الكفاءة والصالح والمضحي، والعبقري الذي يحل القضايا المستعصية،وفيهم الفاسد ولكن بنسب قليلة ،فالفئة الصالحة تكون أكثر بكثير من الفئة الفاسدة،نجد الفاسدين يشكلون فقط نسبةواحد بالمئة في حين نسبة الصالحين عندنا هي التي تكون واحد بالمئة إن لم نقل بالألف،لأننا لم نعطي جميع الفئات حقها في التعلم، فالفئة التي كانت ستكون خيرا على مجتمعنا توقف مسارها في محطة معينة وأقصيناها سهوا أو عمدا لا يهم،وسلكت دروبا محدودة ،من يدري ربما كان سيكون في تلك القرية التي تحتقرها والتي قد يهمل الحضور فيها أستاذ ما ،أحد العباقرة أو طبيبا أو مهندسا كان سيسهم في تطورها،لماذا نحتقر البيئة؟ لماذا نقزم الشخص والمكان؟ربما قد يسبب تهاون أستاذ في الحضور في إحدى الفرعيات المنفية، في توقف العديد من التلاميذ عن الدراسة يعني أننا نحرم من العديد من المؤهلات الحقيقية والموارد البشرية المستقبلية وهي التي اعتبرناها آخر من يجب الإهتمام به ،ومن الذي يتمكن من إتمام تعليمه فئة محدودة، بمكان معين نصف تعليمها تم ابتياعه،المشكلة أننا غالبا ما نتحدث عن أشياء نظرية حتى لا أقول خيالية ولكن الواقع نتركه بعيدا، فالإصلاح مثلا يتم بجزئيات بسيطة إننا نتحدث عن إصلاح التعليم بقوة ولا نطبق ذلك على أرض الواقع نصلح البرامج والمقررات ولا نصلح أفكارنا وسلوكنا،
ما الفائدة من حضور مفتش عند أستاذ يعلم بحضوره ذلك اليوم إن لم يكن هو من أخبره أنه قادم عنده، وهيأ للمناسبة كأنه سيحضر حفلة بعدها يأخذ عطلة.
هل التعليم هو موعد 30 دقيقة في السنة بين أستاذ ومفتش
هل عطاء الأستاذ مقصور على ذلك اليوم؟أليس تعب الأستاذ هو شهور بجميع أحواله فيها؟ أي إصلاح وأنا أجامل أساتذة لا علاقة لهم بالتعليم فقط لأن هناك توصيات بخصوصهم
أي إصلاح وأنا أتهجم على أستاذ تسكنه جدية العمل ولا يهمني ما يقدمه فقط ربما أن جديته أزعجت زميلا له أنت تعرفه هل نخيف ذلك الأستاذ بتقرير ما مليئ بالأكاذيب ،هل تظن أنه فعلا سيخاف وينحني لفساد مجتمع ؟أتظن أنه يجهل أنواع الفساد الموجودة فيه، هل حياته متوقفة عليك في حين أن الإصلاح هو ما يتوقف على إصلاح حالكم، إذن أغراضكم ليست الرغبة في الجودة و العطاء لأن أعراضكم لا تتطلب العمل، بل هل نعرفك؟وهل يقربك فلان ؟
هل تعلم ما هو التعليم ؟
التعليم أن تحضر إلى قسم وتجد نصف تلامذته ينقصهم أقلام تخرجها من حقيبتك وتقدمها لهم ساعتها يمكنك أن تشرع في العمل.
التعليم أن لا تستغل أستاذة جهل أهل البادية وتعاقب أبناءهم بالجلوس ساعة تحت أشعة الشمس وهي واثقة أنها لن تعاقب.ألا يمكن أن تصيبهم أمراض! ألا يمكن أن يكون من بينهم مريض أصلا!
التعليم ليس أن أفتش من أريد انتقاما وأبعث السلام مع الباقي
التعليم أن لا نرفع القبة للفاشلين وكأنهم تنازلوا وحضروا إلى تلك الأرض،بل هي التي تنازلت واستقبلتهم،وهم ما جاؤوا إلا ليفسدوا فيها،
التعليم أن لا يقول زميل لزميله لنفعل ما نريد إن لا أحد يرانا،لماذا لم يقل له مثلا لنضحي لأجل هذه الأجيال ونرتقي بها؟ لأن ما قاله ليس سوى الواقع التي تربى عليه وتعود عليه.
هل أصلحنا حالنا لكي نصلح الأستاذ لكي يصلح التلاميذ كي يصلحون للمجتمع؟
