همتُ مثل غيمة ... بقلم / اديب مجد
قد طِرتُ في الأُفق الفسيحِ مع الغروبْ
فوق الغيومِ القادماتِ من الجنوبْ
تمتدُ كالأشواق في بحر السماءْ
تدنو وتلمسني وتهربُ
لا تُجيدُ الإختباء
ولا الهروب
فتفرّ منّي
طيفاً وقد ملأتْ خيالي بالتمنّي
وتعودُ تلثمُ وجنتي وتضمني
بين البراءةِ والذنوبْ
فَوْقَ التلالِ الخضرِ قد مدّتْ جدائلها
مع الضوءِ المسافرِ
وهيَ تنبضُ كالقلوب
مُذ كنتُ طفلاً وهي تدعوني
فلبيتُ النداءْ
وجمعتُ أنفاسي
وطرتُ محلقاً عبر الفضاءْ
بين الكواكبِ والنجومِ
وبين اطياف الضياءْ
تبعتُها عبرَ الحدودْ
الى بساتين الكواكبِ والقمرْ
لا شيء يوقفها ويمنعُ سيرها
رغم السواترِ والسدودْ
والحواجز والجنودْ
تسيرُ كالطيفِ الجميلِ
لحيثُ يحْملها القدرْ
وعندما جاء الشتاءْ
والصيفُ ولّى واحتضَرْ
وتجَمّعَ الغيمُ الكثيفُ على الدروبْ
فوق المنازل والمدارس والشجرْ
والريحُ تدفَعُهُ ويجْمعُهُ الهبوبْ
في نشوةِ العشاقِ
في بطءٍ يذوب
ليسيلَ فوق حرائق الدنيا
مطر
