نشيد البدر .. بقلم / اديب مجد
عندما همتُ مع الليلِ بعيداً
وأمامي يسرحُ الكونُ الفسيحْ
وانتشى البدرُ، مع الأُفقِ سعيدا
نورُه الفضيُّ في الكونِ يسيحْ
جنب شبّاكي بدا، نوراً وليداً
فوق عنّابةِ جاري يستريح
قمتُ ملهوفاً له، أمشي وئيداً
حافياً والشوق في قلبي يصيح
كان بدراً كاملاً حلواً نضيداً
ضمّني لما رأى ظلّي القبيحْ
أدفأ القلبَ وقد كان جليداً
أطفأتْ شمعَتَهُ في الليل ريحْ
أدخلَ النورَ الى قلبي، فريداً
فتشافى وهو مكلومٌ جريحْ
ثم غَنّى البدرُ للفجرِ نشيداً
مَدَحَ النورَ وأجزى في المديحْ
وتناسى أنّ في الفجرِ بريداً
من غدٍ يأتي بقبرٍ وضريحْ
ومضى في صوتهِ العذبِ مُعيداً
دُونَ أنْ يعبأَ بالموتِ الصريحْ
سوف يأتي مرّةً أُخرى، جديداً
ثم يجلو ظلمة الليلِ الكسيح
كُلّ يومٍ، سوف يطويهِ شهيداً
وينيرَ الارضَ بالنورِ الصحيح
ايها البدرُ الذي عاش وحيداً
بين ظُلمْ وظلامٍ وفحيحْ
سوف تأتي حالماً، طيفاً، بعيداً
ثم تَمضي حين تَمضي، كمسيح
