حُمَّى وذِكْرَيات ..للشاعر/ يوسف الباز بلغيث
تَمُرُّ بِي ذكرياتي كيْ تَرَى قَفْري = في غَيِّها نارُ بَوْحٍ تعْتلي صَدْري
كالجَمْرِ.. وَا شَغَفَ النُّعْمانِ يَصْحبُه = ما خزَّنَ القَدَرُ الجبَّارُ في الجَمْرِ
تُقَلِّبُ النَّبْضَ مِثْلَ المَرْجِ حِينَ يُرَى = بعْدَ الهَجيرِ يُداوي الحَرَّ بالصَّبرِ
كالخَيْلِ تركُضُ والرَّبْواتُ تَرقُبُها = وكمْ يحِنُّ لِسِحْرِ المُنتَهى مُهْرِي
تَمُرُّ بي فَيَغارُ النَّجْمُ مِن وهَجٍ = يشْدُو تدلُّلَها المخزونَ في شِعْري
كالشِّعْرِ يُفْرشُ لِلسُّمَّارِ خيْمتَه = مِنْ لوْعَةِ اللَّيلِ حتّى لَمْعَةِ الفَجْرِ
تَمُرُّ بي،، وأنينٌ مَدَّ أشْرعَةً = يُرْخي السُّكونَ على مَوْجٍ بلا بَحْرِ
كالبَحْرِ يَرْمِي ضِفافًا مِلْءَ هَدْرَتِه = بالآهِ،، يَسْكنُها تنهيدُهُ البَحْري
وَاهٍ. . لـِمَنْ سأُرِي قَلْبًا يُعَنِّفُه = عِطْرٌ بقافِيةٍ في عَثْرةٍ السَّطْرِ؟!
تكادُ كلُّ حُروفِ الشَّوْقِ تحْملُني = حَـمْلَ الحَنينِ إلى نخْلٍ بلا تَمْرِ
كالنُّورِ يلمَسُ في صَمْتٍ مواجعَنا = مِنْ غيرِ إذْنِ ظلامٍ ساكنِ القَصْرِ
تَرتاحُ مُثْقَلةً بالأنْسِ كُلَّ مَسَا= في صَمْتِ مَنْ رحَلُوا تسْلُو مَدَى الدَّهْرِ
كالسُّحْبِ تنثُرُ للأنْسامِ بارِقَها = فَوقَ الغُصُونِ تُناغي هَبَّةَ القَطْرِ
هَذِي مُنايَ بِحُمَّاهَـــا مُرَصَّعةً = بالشَّوقِ تَحْسَبُها دُرًّا على دُرِّ
آهِي تُسلِّمُها لِلجُرحِ شادِيةٌ = خلْفَ الجَداولِ كالشُّحْرورِ في الوَكْرِ
كالنَّحْلِ يلهُو معَ الأزهارِ مُغْتبِطًا = يمْتَصُّ ميْسَمَها في كوكبٍ زَهْرِي
على مَقَاسِ عِنادِ الجُرْحِ كانَ لهُ = أحْلَى مُعاندةٍ في حُلمِهِ المُغْري
كالخَمْرِ تُغرِقُنا مِن لهفةٍ بِشَذًا = في حُلمِها الوَثَنِيِّ السَّاحِرِ الخُمْرِي
تَجْتاحُني أمَلا فِي جُنْحِ عاصفَةٍ = أرجُو النَّجاةَ بها من سِحْرِها العُذْرِي؟
كالعُمْرِ يَمْضي،، وحُمَّى الحُبِّ ساكنَةٌ = تَعْتاشُ مِن ألَمِي بالضَّمِّ،، والعَصْرِ
----------------------------------------------
ديوان " .. وبُحَّتِ العراجين" يوسف الباز بلغيث 2018