ظاء و ضاد ... حبكما وحنانكما هما الترياق .. بقلم / نداء مبارك
هنّ دقائق وربما تتكرر يومياً، ولكنها زعزعت عرش الرحمن: ام مجنونة لا تشعر ولا تعي، مصرة على عقاب ابنتها ذات السنوات الست، بالضرب المبرح على جسدها الغض الطري؛ وبائع الخضار "المتهستر والمستهتر" الذي فقد انسانيته وهو يضرب طفله ولم يكمل الخمس سنوات !وجارتي الارملة وايتامها والعصا لاتفارق يدها، وآخر يعنف ولده امام زملائه او اخواته، ومعلما يصب جام غضبه على طلابه؛ وزوجا (متحيوناً) يترك اثاراً، تُذكّر الزوجة دائماً مدى قساوته معها، وولداً عاقا يمارس انواعاً من العنف مع والديه الكبيرين في السن الغير قادرين حتى مجرد الدفاع عن انفسهما؛ كأن قوة العالم اجتمعت بايدي هؤلاء وعقولهم القاصرة، وتوظيفها بشكل يندى له جبين الانسانية في ارهاب النفس التي كرمها الله عزّ وجل.
اما سياسة التهديد بالضرب والكي والسجن في غرفة مظلمة من قبل الاباء، واعتقادهم الخاطئ انهم نجحوا في السيطرة عليهم، فمن المؤكد ان الطفل سوف يرتدع خوفاً ورعباً وليس لديه ادنى نوع من القناعة، ناهيك انهم سيتعلمون الخداع والكذب،لانهم أدركوا في نهاية المطاف أن هذا تهديداً فحسب! ولن يحدث فعلاً، عندها ستكون لديهم قناعة تامة ان الاباء يكذبون ويخدعون، باعتبارهم القدوة بالتصرف السيئ والحسن.
مايعنيني هنا هو ضرب الاطفال، والذي سيعزز سلوك العنف لديهم، وتعنيفهم بهذه الطريقة بصرف النظر عن الاسباب تاثير سيئ جداً في بناء شخصيته، فقد ينشأ عدوانياً مُقلداً لابويه، أو ضعيف الشخصية يفقد ثقته بنفسه، وقد يصاب بعقدٍ نفسية فيكون منطوياً على نفسه، فقد أثبتت الدراسات التربوية أن الأطفال اصلاً لا يفهمون لماذا يقع الضرب عليهم! لعدم اكتمال نموهم اللازم لادراك ان الضرب يعني العقاب، وان العقاب هو بسبب سلوكهم الخاطئ! وليتذكر الابوان ان الطفل ما زال يكتشف العالم من حوله،وانه بحاجة إلى مساحة كافية ليتحرك فيها ويُخرج طاقته المفرطة، وعلينا تشجيعه على اكتشافاته وتفريغ طاقته المفرطة هذه، والّا فقد يستغلها بالعناد والمشاكسة والعدوانية.
اما عن اسباب الضرب والتعنيف فاما ترتبط بالابوين، حيث يمرون بمشاكل في البيت وفي العمل، فيصبوا جام غضبهم وحالتهم السيئة على الاطفال! وهنا الطامة الكبرى،فليسأل الابوان انفسهم هل الاطفال من اختار المجئ الى الدنيا ام كان باختيارنا نحن! اما الاسباب التي ترتبط بالابناء بسبب مشاكستهم المستمرة وعدم اداء واجباتهم المدرسية او عدم طاعة الوالدين في توجيهاتهم التي تصب في صالحهم، في هذه الحاله يجب على الوالدين اتباع طرقاً اخرى مثل التوجيه المستمر ومتابعة حالتهم بدقة للوصول الى انجع الطرق وتطبيقها
ومسك الختام : اذا كان لابد من الضرب(اخر الحلول هو الكي) علينا ايضا مكافأتهم عند قيامهم بأي عمل ايجابي او نجاحهم في المدرسة(لانهم يدركوا ان هناك ثواب وعقاب) اي امامه خياران وانه سيبتعد عن العقاب ويتجه لنيل الثواب، ولو بكلمة طيبة فحبكما وحنانكما هما الترياق وهما الدواء لكل داء.
العراق/بابل
