( غريقُ الذكريات)
""""""""""""
يا ربةَ الجفن الكحيل الباكي
هلا اعدتِ إلى الحيا إدراكي
لا زالَ قلبي فيْ الغواية غارقٌ
سهلٌ عليكِ غوايةَ النُساكِ
رَجَفتْ اضالع مُهجَتي وكأنَّها
عصفورةٌ وَقَعتْ بقلبِ شباكِ
مزقتُ ذاكرة الليالي كُلما
زادتْ طيوف الأمس من إرباكي
وأنا الغريقُ إذا تلاغَفَنِ الكرى
والليل يُذكِ النارَ من ذكراكِ
أغصان قلبي يابساتٌ والهوى
يمشي بلا ساقٍ على الاشواكِ
وأناْ المُمدد بين اضلاع الرؤى
وكأنَّني قَدْ صرتُ من قتلاكِ
رُحماكِ يا ست الحسان بشاعرٍ
جَعَلَ الهوى مُتَكهربُ الاسلاكِ
ويصيحُ كالمجذوبِ ما بين الورى
مالي بهذا الحُبِّ من إشراكِ
عَصَفت رياح الذكريات كأنما
هذا الحِجى قَدْ صار من أسراكِ
لما رأيتُ الريح تأتي عنوةً
أغلقتُ في وجه السُرى شُباكي
""""""""""""
عبدالرحمن ابو عوف