-->
مجلة دار الـعـرب الثقافية مجلة دار الـعـرب الثقافية
recent

آخر الأخبار

recent
random
جاري التحميل ...
random

حوار مع الشاعر نضال عياش  :
مواقع التواصل الاجتماعي تجسد زيادة الكم وسهولة السطو والسرقات الأدبية
حاوره - الاستاذ قصي الفضلي 





طفولته بدأت بخربشات اللغة وهي تمارس ورطة التحرش بالحقيقة. تعددت الوجوه وهو يحدق في بحيرة المعنى بدأ مع الرسم والقصة عبر أشكال تضمنت ملامح القصة والشعركما كتبت المقال في القضايا السياسية والتاريخية والاجتماعية والدينية .. وكان للسحر صهيل يضرب شواطئ روحه بكل عنفوان القصيدة . صحيفة " الحقيقة " : وعبر اثير ضيفت الشاعر نضال عياش وحاورته في المحاور الأتية :
* بداية كيف تقدم نفسك بنبذة شخصية ؟
- نضال يوسف احمد العياش ولدت في قرية اصبخة التابعة لقضاء الشرقاط يوم " 14" تموز عام 1974ويبدو ان اسمي له علاقة بهذا التأريخ , حائز على شهادة القانون من جامعة الموصل واللغة العربية من جامعة تكريت ، متزوج ولي ثلاثة قلوب هم بلقيس وسعاد وأحمد .
*ماذا يثير فيك وطنك العراق من هواجس شعرية ؟
- الوطن من خارج تعريف المكان والهوية هو كينونتنا الكبرى وهو الذات الراسخة .الوطن بمايحمله من دلالات فردية وجماعية وتأريخية هو المثير الأكبر الدافع للقول الشعري ..الوطن الذي يبدأ من خربشات الإنسان الأول في قرية حسونة ولاينتهي عند النبض الأخير وقلت :
بذروك ترحالا ًلأرصفة ِالسُدى ..
قطعوا يديك فصرتَ حُضنا للمدى
القادمون من الرمال الى الرمال ِ
القاتمون اليدّعون محمدا…
قتلوك ثم اطّوفوا بقميصِ حُلْمِك
وارتموَا من بعد ذلك سُجّدا
جاؤوا من الظمأ القديم يكبّرون
وأنت وحدك من يبشّر ُبالندى
الله أكبر يصرخون على دماكَ
براية ٍهل كان َربُّك أسودا… ؟
الله أكبرُ كم يفرُّ الموتُ منك َ
وأنت أكبرُ حين تَعتقلُ الردى
الأرضُ تهربُ تحتَ ظلّك َطفلةً
وتزفّك الطلقات ُجرحا ًسيّدا
وتشيلك الآفاق ُصوتا ًغامرا ً
إذ كلّ صوت ٍخلفَ صيحته صدى
ماجئت َكي تبقى ولكن مِتّ كي
نبقى هوىً للقادمين مُعبّدا…
لالن تموت َفأنت باقٍ أنت ربٌّ
والوجودُ بدجلتيك َتشهّدا
يمضون يوما ًحاملينَ سوادَهم
وتظلُّ نهراً خالدا ًومخلِّدا….
وسيرحلون مطأطئين رمالَهم
وتعودُ صبحا ًشاعرا ًمتورّدا
ويظلّ وجهُك ياعراقُ هويّة ً
تمحو هويّات ِالرمال لِنولَدا
أنت العراق ُومن سواك أبٌ لنا ؟
فبغير وجهك لن نكون َونوجدا َ
خذنا لأقصى الموت حتى آخر الحيوات
أنت المُنْتَهى والمبتدا…

* ماتقيمك للحراك الأدبي في المنطقة العربية خلال المرحلة الحالية ؟
- الأدب ظاهرة تحمل ملامح مرحلتها دائما بوصفه منتج اجتماعي يتأثر بمايحيطه من مثيرات سياسية واقتصادية وثقافية .. وبلاشك ان المرحلة الحالية خطيرة جدا بما تنطوي عليه من صراعات دينية وطائفية وتحولات جيوسياسية كل هذه العناصر تؤثر على الأدب سلباً و إيجاباً .
ارى ان الأدب والشعر ماعادا يميلان للقضايا المجردة والكليات الكبرى بسبب انتهاء مرحلة الأيديولوجيا السياسية الجامعة وظهور عصر الطوائف والأثنيات فنجده مغرف في ذاتيته وهويته وغنوصه بعيداًعن الخطاب الجماعي ...لم يعد هناك محفل شعري عربي كالسابق وبعض ممانراه اليوم مسابقات هي اقرب للتجارية منها الى الأدبية .

* كيف تنظر لسعة الاتنشار التي خلقها أثير الفضاء الأزرق
ومواقع التواصل الاجتماعي ؟

- ثورة المعلومات كان لها دور كبير في زيادة الحراك عبر ماوفرته من سهولة التواصل بين الادباء والشعراء وفرص الإنتشار كذلك رغم السلبيات التي جلبتها والتي تتجسد في زيادة الكم على حساب النوع وسهولة السطو والانتحال والسرقات الأدبية .
* ما تقيمك للساحة الشعرية العربية في المرحلة الراهنة , مدى تأثيرها على وعي المتلقي ؟
- لا أخفيكم ليس على مستوى الشعر فقط بل على مستوى المشهد الثقافي بصورة عامة الذي تحول الى مشهد نخبوي يغرد خارج النبض اليومي للحياة العربية أقول لم يعد للخطاب الأدبي المستقل عن الإستقطابات الفرعية ذلك التأثير بعد صعود أسهم الخطاب الطائفي وتمكنه من الجماهير ..والساحة العربية الآن مشغولة بالنوبات الطائفية ..كان العرب كلهم يعرفون نجيب محفوظ،ونزار قباني ومحمود درويش والجواهري ومحمد عبدالحليم عبدالله وكان لهؤلاء حضور شعبي ودور في تشكيل وعي الشارع ومساراته تجاه القضايا العامة اما اليوم وبصرف النظر عن اختلاف الظروف لاتجد نموذجاً ادبياً و شعرياً واحداً يقارب هذه الأسماء ؟ لا أظن ..لذلك اقول انحسر تأثير الأدب بغياب الأدباء او بعدهم عن الشارع الذي احتكم للسياسي ورجل الدين .
* متى تجسدت لديك ملامح شخصيتك الابداعية ؟
- الخربشات هي طفولة اللغة وهي تمارس ورطة التحرش بالحقيقة. تعددت وجوهي وأنا أحدق في بحيرة المعنى بدأت مع الرسم والقصة عبر أشكال تضمنت ملامح القصة والشعركما كتبت المقال في القضايا السياسية والتاريخية والاجتماعية والدينية لكن للسحر صهيل كان يضرب شواطئ روحي بكل عنفوان القصيدة، البداية كانت مع النثر ونص عنوانه أكانت بلاداً في منتصف التسعينات أذكر منه :
أكانت بلاداً؟
في منتهى الظلام
المرسل إلى البعيد
آنسنا صوتاً
فهبطنا إلى سفح القصيدة
مثل جدولين
نجلو وجه الليل
عن صبح مر
في فلاة العمر
على قارعة السفر
انتبذنا من حزننا
وتراًننشر عليه
صدى الأغاني التي
علمتنا التقاط الظلال
في خواء الأماكن

* هل يشغل المكان حيزا ً ويسهم بولادة نصوصك الشعرية ؟
- ليست لدي طقوس محددة في الكتابة ..فالكتابة هي القبض على لحظة شعرية عالية الكثافة والدلالة ومتى ماحضرت تلك اللحظة حضرت الكتابة في البيت في الشارع في زحام المواصلات مع الأصدقاء في الهدوء في الصخب بل واحيانا ً
في المنام .. اطلقت مشروعي الشعري بعد " 15 " عاما من التجريب وكان هذا الانتظار مرده انني كنت دائما اشعر انني امتلك الأفضل .وهكذا حين ادركت ان الرغيف نضج قدمته للناس .

* شعرياً , هل حققت تطلعاتك ، وماهي مشاريعك المستقبلية ؟
- الشاعر لايتوقف عند منجز معين وهو لايتوقف الا عندما يكفّ جسده عن الحركة وقلبه عن النبض .عني انا لدي الكثير من الطموحات لم تتحقق بعد منها انني لم اطبع سوى مجموعة واحدة عام " 2011 " في دمشق رغم انني انجزت حتى الان اكثر من ست مجموعات شعرية تتنوع على العمود والتفعيلة والنثر لكن لم يتسن لي طباعتها بسبب ظروف المرحلة التي اعيشها .ومنها كذلك اكمال دراستي العالية في الأدب العربي ..ومنها انجاز كتاب يتحدث عن ظهور التطرف الديني في العراق والمنطقة وجذوره ومعالجاته كتبت صفحات منه لكن لا اجد الوقت الكافي للتفرغ له .. مايهمني انني اتواصل ان قلمي مازال يصطاد اللحظات الشعرية وانه لم يغادر صغيرة ولا كبيرة في العراق الا احصاها .
* حدثنا عن تدريب ذائقتك ورحلة القراءة في دواوين الشعراء ؟

- هناك أسماء أعدها لوازم َ ضروريةً تدريب الذائقة على التلقي والحس على الاصطياد واللغة على التناسل والإثخان في مدار الروح وللمثال وليس الحصر أستطيع أن أقول على مستوى الشعراء العراقيين السياب عبدالوهاب البياتي رغم أني أرى أن قراءة السياب تجزي نوعاًما عن قراءته كذلك لميعة عباس عمارة حسين مردان عدنان الصائغ لكن على العموم أنا لايغريني الاسم بقدر مايغريني المعنى الذي قد أجده في أي نص يقع مصادفة بين يدي أما العرب فنزار قباني ومحمود درويش وسميح القاسم محمد الماغوط أدونيس ناهيك عن القدامى أصحاب المعلقات والمتنبي وأبي نؤاس وأبن زيدون أسماء تصنع لي وجها أخرً أسكبه على الورق نصاًيحاول أن يقول شيئاًما قبل أن يغيب. أما الاستفزاز فالقضية قضية انفعال فمع كل واحد منهم يكون لي انفعال مختلف وأنا لاأستطيع المفاضلة بين انفعالاتي.

* كلمةاخيرة ......
- الكلام ليس له اخر في حضرة الجميلين امثالكم لكم لكن اقول ..شكرا لكم لانكم منحتموني نافذة مضيئة لأرى الحياة اشد جمالاً..شكرا لكم لأنكم قدمتوني لجمهوركم الكريم فهو المعلم وهو الشريك في صناعة المعنى الجميل .. أنَّ الحنينَ لايسقط بالتقادم , وأعيد ُنشرَ هذه القصيدة :
عامانِ بَعدَهما أتى عامانِ
هل ياترى ياقلبُ تلتقيانِ ؟
وبأي أرض سوف تلتئم الدموعُ
بأيِّ جرحٍ يلتقي النهرانِ ..؟
ياأيها الزمنُ المُكسَّرُ في دمي
إن الخسارةَ والهوى صُنوانِ
قُلْ للذين تقمصوا خطواتنا
بالدمِّ يقصفُ طفلةَ البستانِ
تأتي تُفتّحُ للصباح نوافذاً
فإذا الصباحُ حدائقٌ وأغاني
قُلْ للذين تسلّقوا , شربوا العراقَ بشهوةِ الأديانِ
هذا العراق نُشورنا
ومعادُنا لقيامةِ الإنسان ِ
هذا العراق نبوّةُ الماء ِ الشهيدِ الجاني ...
سملوه بالتأريخ بالنصِّ العضالِ ومايزال يراني ..
ياموطني هَب لي عيونَك علّني ألقاني .....
هَبْ لي شواطئَ لاتُكفِّرُ غِنوة َ الجريان ِ....
يادارَ أهلي كلّهم رحلوا
وظلوا صورةً صُلِبَت على جدران ِ
يادارَ أهلي يامراحَ النجمِ من نزفِ الضيا
وكذا النجومُ تُعاني.
ظلّي اذكري طفلا ًيطاردُ نسمةً
تاهتْ على حزن الخريف القاني
أبواه ضخّا فيه عشقاً عاثراً
ألقاه قلبا ًدونما عنوان ِ
شاخَ الغيابُ وظلّ طفلا ًمَن رأى
طفلا ًله ولدٌ ، له بنتان ِ…؟

عن محرر المقال

رائد الهاشمي سفير ألنوايا ألحسنة وسفير السلام العالمي

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مجلة دار العرب نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد االمقالات أول ً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

مجلة دار الـعـرب الثقافية

مجلة عراقية . ثقافية . أدبية

احصاءات المجلة

جميع الحقوق محفوظة لمجلة دار العرب الثقافية - تطوير مؤسسة إربد للخدمات التقنية 00962788311431

مجلة دار الـعـرب الثقافية