قراءة في قصيدة الشاعر عبود الجابري
بقلم/ الاستاذ رائد محمد حواري
عبود الجابري
تكرار
"تكرار
يومٌ عابس
وقفتُ على بابه طويلاً
حتى تكسّرت ظلالي
على الأرض
فمضيتُ إلى أغنيةٍ
كانٍ مطلعًها :
لو انّك لم تحدّقْ في مراياهم
لكانَ وجهكَ أجمل
وقلبُ أمّكَ
أكثرَ سكينة"
تكسير النص له علاقة بالواقع، أو النص يخضع للواقع، فعندما يشعر الشاعر بالاغتراب، وعلى أكثر من صعيد، اغتراب نفسي، ناتج عن الخراب الشامل في كافة الأماكن، ومنتشر عند كل الناس/الفئات، وغربة جغرافية، تحرمه من مشاهدة مكان/أرض فرح الطفولة، بالتأكيد سيلجأ إلى الأداة التي يحسن استخدماها ـ الشعر ـ ليعبر عما به، "عبود الجابري" يجعل شكل القصيدة متماثلا مع الواقع، ف(يخلط) ويجمع (النقائض) ويبعد وبفرق المتشابهات، فيبدو (شكل) القصيدة وكأنه نسخة عن واقعنا البائس.
من هذا المنظار يمكننا أن ندخل إلى ما يقدمه عبود الجابري، ولنتأكد أن هناك حالة غير سوية يمر بها الشاعر نجد الألفاظ "عابس، وقفت، تكسرت" لكن الشاعر لا يكتفي بالألفاظ فقط، بل يستخدم صور شعرية، لكنه يباعد بينها، فتبدو (غير منسجمة) كحال الواقع الذي نعيشه تماما، فهو يكسر ظلاله: "تكسرت ظلالي" بدل أن يكسر المرايا: "مراياهم" واللافت أن الشاعر في بدابة المقطع يستخدم صيغة المذكر: "يوم، عابس، بابه" من هنا جاءت الألفاظ القاسية ملازمة للمذكر والذي تنعكس سلبا على الظلال فتكسرت، لكنه بعد أن يستخدم لفظ "أغنية" وهي مؤنث، تتجه القصيدة نحو الألفاظ البيضاء: "أغنية، مطلعها، وجهك، أجمل، قلب، أمك، أكثر، سكينة" وإذا ما توقفنا عند المؤنث والمذكر، سنجد أن هناك انسجام وتكامل ـ إذا ما استثنينا ـ "تحدق" فالمؤنث في أغنية ومطلعها ومراياهم وبين المذكر وجهك وأجمل، وبين المذكر وقلب والمؤنث أمك، فاستخدام اللفظ المؤنث "أغنية"، جعلت القصيدة تتجه نحو (البياض) وكأنها خرجت عن سيطرة الشاعر، ويلم يعد يقدر الاستمرار بخط السواد الذي بدأ به القصيدة، وهذا يؤكد على تأثره بما يكتب، فالألفاظ ـ أحيانا ت تجعل الشعر (يخرج) عن المسار الذي أراده في القصيدة، وهذا أيضا يؤكد على حالة الاضطراب وعدم (الاتزان) التي تنعكس على القصيدة.
ونتوقف عن "مراياهم" والتي تشير إلى المجهول، فالشاعر يتكلم عن (نكرة) وكأنه يشمئز منهم، فلم يسمهم أو يوضحهم لنا، ومر عليهم مرورا سريعا، على النقيض من نفسه "وجهك أجمل، وقلب أمك أكثر سكينة" وإذا ما توقفنا عند عدد ومعنى الكلمات المتعلقة بالشاعر نجدها كلمتين" وجهك أجمل" وهنا ننوه إلى أنه يتحدث عن نفسه هو، بمعنى أنه مذكر، لكن عندما تحدث عن أمه استخدم أربع كلمات "وقلب أمك أكثر سكينة" وكأنه يبدي تعاطفه مع أمه من خلال (كثرة) الكلمات، وأيضا من خلال التوازن بين بياض المؤنث "أمك، سكينة" وبياض المذكر "قلب، أكثر"
تكرار
"تكرار
يومٌ عابس
وقفتُ على بابه طويلاً
حتى تكسّرت ظلالي
على الأرض
فمضيتُ إلى أغنيةٍ
كانٍ مطلعًها :
لو انّك لم تحدّقْ في مراياهم
لكانَ وجهكَ أجمل
وقلبُ أمّكَ
أكثرَ سكينة"
تكسير النص له علاقة بالواقع، أو النص يخضع للواقع، فعندما يشعر الشاعر بالاغتراب، وعلى أكثر من صعيد، اغتراب نفسي، ناتج عن الخراب الشامل في كافة الأماكن، ومنتشر عند كل الناس/الفئات، وغربة جغرافية، تحرمه من مشاهدة مكان/أرض فرح الطفولة، بالتأكيد سيلجأ إلى الأداة التي يحسن استخدماها ـ الشعر ـ ليعبر عما به، "عبود الجابري" يجعل شكل القصيدة متماثلا مع الواقع، ف(يخلط) ويجمع (النقائض) ويبعد وبفرق المتشابهات، فيبدو (شكل) القصيدة وكأنه نسخة عن واقعنا البائس.
من هذا المنظار يمكننا أن ندخل إلى ما يقدمه عبود الجابري، ولنتأكد أن هناك حالة غير سوية يمر بها الشاعر نجد الألفاظ "عابس، وقفت، تكسرت" لكن الشاعر لا يكتفي بالألفاظ فقط، بل يستخدم صور شعرية، لكنه يباعد بينها، فتبدو (غير منسجمة) كحال الواقع الذي نعيشه تماما، فهو يكسر ظلاله: "تكسرت ظلالي" بدل أن يكسر المرايا: "مراياهم" واللافت أن الشاعر في بدابة المقطع يستخدم صيغة المذكر: "يوم، عابس، بابه" من هنا جاءت الألفاظ القاسية ملازمة للمذكر والذي تنعكس سلبا على الظلال فتكسرت، لكنه بعد أن يستخدم لفظ "أغنية" وهي مؤنث، تتجه القصيدة نحو الألفاظ البيضاء: "أغنية، مطلعها، وجهك، أجمل، قلب، أمك، أكثر، سكينة" وإذا ما توقفنا عند المؤنث والمذكر، سنجد أن هناك انسجام وتكامل ـ إذا ما استثنينا ـ "تحدق" فالمؤنث في أغنية ومطلعها ومراياهم وبين المذكر وجهك وأجمل، وبين المذكر وقلب والمؤنث أمك، فاستخدام اللفظ المؤنث "أغنية"، جعلت القصيدة تتجه نحو (البياض) وكأنها خرجت عن سيطرة الشاعر، ويلم يعد يقدر الاستمرار بخط السواد الذي بدأ به القصيدة، وهذا يؤكد على تأثره بما يكتب، فالألفاظ ـ أحيانا ت تجعل الشعر (يخرج) عن المسار الذي أراده في القصيدة، وهذا أيضا يؤكد على حالة الاضطراب وعدم (الاتزان) التي تنعكس على القصيدة.
ونتوقف عن "مراياهم" والتي تشير إلى المجهول، فالشاعر يتكلم عن (نكرة) وكأنه يشمئز منهم، فلم يسمهم أو يوضحهم لنا، ومر عليهم مرورا سريعا، على النقيض من نفسه "وجهك أجمل، وقلب أمك أكثر سكينة" وإذا ما توقفنا عند عدد ومعنى الكلمات المتعلقة بالشاعر نجدها كلمتين" وجهك أجمل" وهنا ننوه إلى أنه يتحدث عن نفسه هو، بمعنى أنه مذكر، لكن عندما تحدث عن أمه استخدم أربع كلمات "وقلب أمك أكثر سكينة" وكأنه يبدي تعاطفه مع أمه من خلال (كثرة) الكلمات، وأيضا من خلال التوازن بين بياض المؤنث "أمك، سكينة" وبياض المذكر "قلب، أكثر"