مناجاة فجر
بقلم / اديب مجد
فجرٌ بأنوار الصباح يؤوبُ
والليلُ في النور الخجولِ يذوبُ
فَلَهُ إذا جنّ الظلامُ حكايةٌ
عنها، إذا حلّ الصباحُ، يتوبُ
وترى سهامَ الشمسِ في انحائهِ
تمضي إلى دربٍ لها فتصيبُ
فكأنها إذ أشعلَتْه بنِورِها
كشبابِ شعرٍ أسودٍ فيشيبُ
وهناك في الأفقِ المجيد ترقبٌ
ودمُ الظلامِ على التلالِ لهيبُ
والشمسُ من خلف السفوح تململتْ
أتعودُ صوب خباءها، وتغيبُ
وأطلّتْ الشمسُ الحنون بضوئها
فسمعتَ تسبيح الطيورِ، تنيبُ
تتمايلُ الاغصانِ تشكرُ ربّها
وحفيفُ أوراق الغصونِ يجيبُ
والكونُ نادى ربّه، في صوتهِ
ترنيمةٌ صوفيةٌ ووجيبُ
والزهرُ يفتحُ للندى اكمامَهُ
يشتاقُهُ، فلهُ عليه نحيبُ
هذا دعاءٌ ليس يَعرفُ سرّه
علمٌ، ولا متفلسفٌ واديبُ
لكنه ذكرٌ سينفعُ ذاكراً
شقٌتْ عليه خطيئةٌ وذنوبُ
من لا يرى الأطيَارَ تشكرُ ربَّها
إلّا ويجفو ذنبَه، ويتوبُ
فله من الرحمنِ ما يرضى به
وله من الخيرِ الكثيرِنصيبُ